The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association
في أجواء رمضانية تعبق بالإيمان والفن والتراث، نظّمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي أمسية ثقافية جمعت بين عدسة المصور وروح المنشد وعمق المحاضر، في احتفاء فريد بالمساجد بوصفها منارات للعلم والجمال والسكينة. حضر الأمسية سعادة بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي، نائب الرئيس، والدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري، والدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة ومديرة متحف المرأة بدبي، والدكتورة مريم لوتاه، والدكتور سعيد حارب، والمهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني، إلى جانب نخبة من المهتمين بالفن والثقافة والمعمار الإسلامي.
استُهلت الأمسية بجولة في المعرض الفوتوغرافي الذي ضم نحو 80 صورة لمساجد من مختلف أنحاء العالم، تنوّعت ما بين الدول العربية والآسيوية والأوروبية، في عرض بصري فني زاوج بين جماليات المعمار وروحانية المكان، وعبّر عن لحظات التقديس والانبهار بعدسة نخبة من المصورين، منهم المصور السعودي خالد خضر، المعروف بـ”مصور الحرمين” والموثق الرسمي للعائلة المالكة السعودية، والمصور السوري الحائز على جوائز عماد الدين علاء الدين، والمصورة السورية فاتن هيثم الحاج، الحاصلة على جائزة حمدان بن محمد للتصوير الفوتوغرافي. كما اشتمل المعرض على مجموعة منتقاة من أرشيف مجلة “حروف عربية”، مما أضفى على المعرض بعدًا توثيقيًا وثقافيًا يُغني التجربة البصرية.
وعقب المعرض، انتقل الحضور إلى لحظات روحانية تفيض بالسكون والصفاء، مع أمسية إنشادية قدّمها المنشدان السوريان باسل مصطفى ومحمد ديب حوا العيس، بأناشيد رمضانية حملت في نبراتها عطر الشام، منها “روِّح فؤادك قد أتى رمضان”، و”رمضان تجلى وابتسما”، لتكتمل الصورة بين المعمار والصوت، بين الضوء والنغمة.
وفي كلمته، عبّر سعادة بلال البدور عن حرص ندوة الثقافة والعلوم على مواكبة روح شهر رمضان من خلال فعاليات ثقافية وروحية تعكس ثراء التراث الإسلامي، مشيرًا إلى أن المساجد لم تكن يومًا مجرد أماكن عبادة، بل شكلت مراكز للعلم والتلاقي الثقافي والاجتماعي، واحتضنت في جنباتها إرثًا ممتدًا من الحضارات والتجليات الجمالية.
وقدّم البدور المحاضرة المصاحبة للأمسية إلى المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني، ونائب رئيس المنظمة العربية للمتاحف، الذي أضاء بدوره على معمار المساجد حول العالم، مشيرًا إلى أن عدد المساجد عالميًا يبلغ نحو 3.85 مليون مسجد، تتصدرها إندونيسيا بواقع 800 ألف مسجد، تليها الهند بـ 300 ألف، ثم بنغلاديش بـ 250 ألف، وباكستان بـ 120 ألفًا. أما في العالم العربي، فتمتلك مصر الحصة الأكبر بـ 108 آلاف مسجد، تليها السعودية بـ 94 ألفًا، ثم تركيا بـ 82 ألفًا، بينما تمتلك الإمارات، بحسب إحصاءات عام 2020، نحو 9123 مسجدًا.
وأكد بوخش أن المساجد، بما تحمله من قيم عمرانية وروحية، تمثل شواهد على حضارات الشعوب، وتُجسد وحدة الإيمان في اختلاف التصاميم واللغات، وأنها ليست فقط إبداعات معمارية، بل حكايات شعوب وتجارب روحية وإنسانية متجذرة في الزمان والمكان.
يشار إلى أن الأمسية الرمضانية التي نظّمتها ندوة الثقافة والعلوم بدبي جاءت امتدادًا لدورها الرائد في تنشيط الحراك الثقافي الإماراتي، وتكريس الفضاء الثقافي كمنصة للالتقاء بين الإبداع الفني والتراث الروحي، في لحظة تناغم يلتقي فيها الجمال الإنساني بجمال المكان.