The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association
احتضنت ندوة الثقافة والعلوم في دبي أمسية نوعية بعنوان «الحكاية في صناعة المحتوى»، بتنظيم مشترك مع مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، في حضور رفيع جمع نخبة من المفكرين والأدباء والفنانين وصناع المحتوى، ليؤكدوا أن الحكاية ليست مجرد سرد للأحداث، بل جسرٌ بين الذاكرة والخيال، وأداة قادرة على صناعة التأثير وإلهام الأجيال.
وحضر الأمسية معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، والدكتور خالد المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، إلى جانب الدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري، وجمال الخياط، المدير المالي، والمهندس رشاد بوخش، وعلي الشريف، أعضاء مجلس الإدارة، وبمشاركة الدكتور عبد الخالق عبد الله، والدكتور عبد الرزاق الفارس، والفنان ناجي الحاي، والإعلامي جمال مطر، وحشد من المثقفين والمهتمين.
وأدارت الأمسية الكاتبة عائشة سلطان، عضو مجلس إدارة الندوة، التي استهلت حديثها بالتأكيد على أن أزمة النص الأدبي أو الدرامي ليست حكرًا على منطقة بعينها، بل هي ظاهرة تعاني منها العديد من الدول حول العالم، مشيرة إلى أن جوهر الإشكالية يكمن في غياب الكتّاب المؤهلين، وأن السبيل لتجاوز هذه الأزمة هو البحث الجاد عن المواهب وصقل مهاراتها، لتصبح قادرة على إنتاج نصوص تحمل مقومات العمل الفني الراسخ، سواء في الأدب أو الدراما السينمائية والتلفزيونية.
كما أوضحت أن الأمسية تركز على قيمة الحكاية كركيزة أساسية في صناعة النصوص والمحتوى، فهي القلب النابض لأي عمل إبداعي، والبوابة التي تعبر منها الرسالة إلى وجدان المتلقي.
وأجمع المشاركون على أن القنوات المحلية مطالبة بمضاعفة دعمها للدراما الإماراتية، باعتبارها القوة الناعمة التي تقدم الهوية الوطنية للعالم، مؤكدين أن الإمارات تمتلك طاقات ومواهب شابة واعدة، لكنها تحتاج إلى فرص أوسع ومساحات أرحب للاحتضان والتطوير، خاصة في ظل منافسة مفتوحة تتجاوز الإطار العربي إلى الإنتاج العالمي، حيث أبدى الجمهور العربي اهتمامًا لافتًا بمتابعة الدراما غير العربية، وهو ما يحتم تقديم أعمال محلية قادرة على المنافسة.
ولفت الحضور إلى أنه إذا كانت أزمة النصوص الدرامية قائمة، فإن المشهد الأدبي زاخر بالأعمال الروائية والقصصية القادرة على أن تكون نواة صلبة لأعمال درامية ناجحة، داعين إلى مد الجسور بين المبدعين والمنتجين لتحويل تلك النصوص إلى أعمال بصرية مؤثرة.
وفي مداخلة ثرية، استعاد معالي محمد المر تجربة الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي كتب أول سيناريو له في فيلم «جعلوني مجرماً» بطلب من الفنان فريد شوقي، واستمر العمل عليه مدة ستة أشهر، قبل أن يرفض تقاضي أجره، معتبرًا هذه التجربة بمثابة فترة تدريبية مكّنته لاحقًا من كتابة نحو 40 سيناريو، ليبرهن أن كتابة السيناريو فن له قواعده الدقيقة، وأنه لا يقل قيمة عن الأدب الروائي، بل قد يكون بوابته إلى الجمهور الواسع.
وأشار المر إلى أن المسرح والسينما المصرية في بداياتها استفادت من الأعمال الفرنسية والأجنبية، وأعادت تمصيرها لتناسب الواقع المحلي، وحققت بذلك نجاحات كبيرة، مؤكدًا أن هذه المقاربة المبدعة هي ما مكّن من بروز جيل بارز من كتّاب السيناريو المصريين.
كما تطرق إلى تجربة محلية في إعادة كتابة مسرحية «على جناح التبريزي» بصيغة إماراتية، والتي عُرضت ولاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، داعيًا المسرح والسينما الإماراتية إلى الاستفادة من النصوص العالمية وإعادة صياغتها برؤية محلية، بما يضمن الانطلاقة من أعمال قوية وتقديم محتوى يتناسب مع قدرات المخرجين والممثلين والكوادر الفنية المتميزة التي تزخر بها الدولة.