ندوة الثقافة والعلوم تستعيد إرث نجيب محفوظ في ندوة فكرية بعنوان: ((هل خرجت الرواية العربية من معطف نجيب محفوظ))
ندوة الثقافة والعلوم تستعيد إرث نجيب محفوظ في ندوة فكرية بعنوان: ((هل خرجت الرواية العربية من معطف نجيب محفوظ))
31-08-2021
في أمسية ثقافية غنية بالحوار والفكر، نظّمت اللجنة الثقافية في ندوة الثقافة والعلوم بدبي بالتعاون مع صالون المنتدى، ندوة فكرية حملت عنوان: «هل خرجت الرواية العربية من معطف نجيب محفوظ؟»، بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب: علي أبو الريش، إيهاب الملاح، د. خيري دومة، محمد شعير، ريم الكمالي، لطفي الشابي، وزينة الشامي، وأدارتها الكاتبة عائشة سلطان، بحضور نوعي من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الأدبي.منوهةً في تقديمها إلى أن غالبية الأوساط الثقافية العربية تحيي في هذه الفترة ذكرى رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي ترك إرثاً أدبياً سيبقى حياً بالدراسة والنقد والتأويل، مؤكدةً أن محفوظ مثّل مدرسة متفرّدة للرواية العربية. زينة الشامي استعرضت سيرة محفوظ، المولود عام 1911 والمتوفى في 30 أغسطس 2006، مشيرة إلى أنه درس الفلسفة ثم كرّس حياته للأدب والرواية، ليصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للآداب. وأضافت أن عبقريته تجلّت في أن كل قارئ يجد في أعماله ما يبحث عنه، فالإنسان البسيط يرى فيها حارته وحياته اليومية، بينما يستخلص الفيلسوف منها أفكاراً كبرى. الدكتور خيري دومة، الناقد المصري، أكد أن محفوظ هو أكثر كاتب عربي تناولته أقلام النقاد والباحثين بمختلف الاتجاهات، حتى صارت هناك ببليوغرافيا متخصصة حول ما كتب عنه. وبيّن أن مشروع محفوظ تميّز بالاستمرارية والانضباط والدأب، إذ انطلق من فكرة فلسفية كبرى هي كتابة تاريخ الوطن والإنسان والوجود عبر فن الرواية. أما الناقد إيهاب الملاح فرأى أن محفوظ حاضر في وجدان ثلاثة أجيال على الأقل، بينهم جيل لم يعاصره لكنه وجد في أدبه قيمة إنسانية ومعرفية تضاهي مكانة «شكسبير» للإنجليز و«دانتي» للإيطاليين. وأضاف أن ظهور محفوظ في أربعينيات القرن الماضي شكّل تحوّلاً جذرياً في الذائقة الأدبية والجمالية لدى القراء العرب. وأكد الكاتب أحمد عبد المجيد أن محفوظ لم يكن مجرد راوٍ للحارة المصرية، بل تناول المجتمع بمختلف قضاياه ومراحله، مشيداً بدوره في بناء الرواية العربية الحديثة إلى جانب أسماء بارزة مثل العقاد وتوفيق الحكيم وطه حسين. وأشار إلى أن الرواية العربية بفضله بلغت بناءً راسخاً لم يكن ليتحقق لولاه. علي أبو الريش اعتبر أن محفوظ بلغ قمة الهرم الإبداعي في الرواية العربية، إذ تجاوز المحلية إلى العالمية، واستطاع الاقتراب من الإنسان البسيط ومشاعره، فدخل الوجدان المصري والعربي والإنساني، وهو ما أهّله لنيل جائزة نوبل. وتحدث الكاتب والإعلامي محمد شعير عن بدايات محفوظ، مشيراً إلى أنه ظل متردداً بين الفلسفة والأدب حتى عام 1934 حين حسم اختياره لصالح الرواية، مستفيداً من دراسته الفلسفية في بناء نصوصه. ومن جانبه، أشار الكاتب التونسي لطفي الشابي إلى أن أعمال محفوظ ما زالت تدرّس ضمن المناهج الدراسية في تونس، لما تحمله من قيمة إنسانية وأدبية، فيما لفتت الكاتبة ريم الكمالي إلى أنها تأثرت بأسلوبه البسيط والعميق في الوقت ذاته، إذ كان يصوغ الشخصيات والوقائع بسلاسة تخفي وراءها رؤية فلسفية معمّقة. كما أكدت الدكتورة مريم الهاشمي أن واقعية أعمال محفوظ تتسم بالتشابك والرمزية والقدرة على التعبير عن الواقع الاجتماعي في ظل التحولات الكبرى للمجتمعات العربية. واختُتمت الندوة بحوار مفتوح بين الحضور تناول أهمية إدراج نصوص نجيب محفوظ وأعمال كبار الأدباء العرب ضمن المناهج التعليمية، باعتبارها منارات فكرية للأجيال، تساعدهم على إعمال الفكر وتوسيع الأفق وتعزيز وعيهم النقدي.