عبد القادر الريس ضيف «ندوة الثقافة والعلوم» في حوار افتراضي: أحلم بمتحف يوثق الحركة التشكيلية في الإمارات
عبد القادر الريس ضيف «ندوة الثقافة والعلوم» في حوار افتراضي: أحلم بمتحف يوثق الحركة التشكيلية في الإمارات
2020
في إطلالة فنية خاصة احتفت بتجربة أحد أبرز رواد التشكيل الإماراتي، استضافت ندوة الثقافة والعلوم الفنان عبد القادر الريس في حوار افتراضي حمل الكثير من محطات مسيرته، من بداياته الكلاسيكية الأولى، وصولاً إلى أعماله التجريدية الأخيرة، متوقفاً عند أهم إنجازاته الوطنية وحلمه بإنشاء متحف يوثق الحركة التشكيلية في الدولة. أدار الحوار الفنان خليل عبد الواحد، الذي قدّم ستة محاور رئيسية لخّصت تجربة الريس الممتدة منذ دراسته في الكويت وأول معارضه، وصولاً إلى مراحل رسمه للبورتريهات والمناظر الطبيعية، وختاماً بالتجريد اللوني. وتحدث الريس عن أسلوبه الفني في البدايات، واصفاً إياه بالكلاسيكي، مستعرضاً معرضه الأول «الربيع» الذي أقيم في الكويت عام 1965، ولوحة «اللاجئين» التي رسمها عام 1967 بعد النكسة، إلى جانب مجموعة من بورتريهاته لنفسه، موضحاً أن وجود مرآتين في مرسمه ساعده على تطوير مهاراته في رسم البورتريه لغياب الإمكانات حينها لجلب أشخاص حقيقيين للرسم. وأكد أن الاجتهاد والمثابرة هما أساس النجاح. وأشار الريس إلى تطلعه لإنشاء متحف يضم أعماله وأعمال فناني الإمارات توثيقاً للحركة التشكيلية، مؤكداً أن وجود متحف للفن الإماراتي من الضروريات، ومن حق السائح والزائر أن يرى تجارب الفنانين الإماراتيين في مكان يجمعهم. ورأى أن التقنيات الحديثة رغم دورها في تطوير الأفكار، قد تشكّل عائقاً أمام صقل القدرات الإبداعية إذا لم تُوظف بالشكل الصحيح. واستعرض الفنان الإماراتي مراحل تطور موهبته، لافتاً إلى توقفه عن الرسم لمدة 12 عاماً، قبل أن يعود إليه منتصف الثمانينات أثناء وجوده في الولايات المتحدة، حيث أسرت الطبيعة جمالياته، فابتاع الألوان من المكتبات وبدأ الرسم مجدداً حتى استعاد مستواه خلال عامين. وبعد عودته، قدم مجموعة من الأعمال المستوحاة من التراث المحلي والطبيعة الإماراتية، فظهرت في أعماله الأشكال المربعة التي أصبحت لاحقاً جزءاً من أسلوبه الفني، وأثرت في العديد من الفنانين. كما تطرق إلى أعماله الانطباعية في التسعينات التي اتسمت بلمسات تجريدية واضحة. وعرض الريس مجموعة واسعة من أعماله، من بينها البورتريهات، ولوحات تراثية وانطباعية، ومناظر طبيعية وأبواب، ولوحات تجريدية وحروفية. كما تناول تجربته الفنية على عربات مترو دبي التي جسد فيها حكاية المدينة، ولوحاته على الطوابع البريدية، إلى جانب مشاركته في معرض باريس وورشة عمل مع طلاب فرنسيين. وأشار إلى أن فترة عمله في وزارة الثقافة أسهمت في ترسيخ موهبته بالألوان المائية، حيث اكتسب جرأة اللون وقوته وصراحته، مؤكداً أن اللون يعكس الحالة النفسية للفنان. كما تحدث عن تجربته مع أول عمل نحتي في بداياته الفنية، والذي وظفه لاحقاً في لوحات مبكرة، وعن فكرة الظل التي ظهرت في بعض أعماله، إذ قدّم فيها ظله وظل ابنه مصعب، خصوصاً في اللوحات التي تناولت الأبواب والطبيعة. أما أعماله الأخيرة، فقد تركزت حول الحروفية والتجريد، حيث عرض مجموعة من اللوحات التي ركزت على حروف مثل الواو والهاء، وتميزت بخامات مائية وأحجام متباينة، وألوان تتنوع بين القوية الصارخة والهادئة الرقيقة، ما يتيح إمكانية اكتشاف أشكال ومعانٍ جديدة مع تغير نظرة المتلقي وحالته النفسية. وأكد الريس أن الدولة قدّرت جهده الفني عندما تم اختياره من بين أربعة فنانين للعمل على مشروع مترو دبي، مشيراً إلى أن هذه التجربة شكلت محطة بارزة في مسيرته، إلى جانب أعماله في متحف الاتحاد. وأعرب عن أمله في أن تعرض هذه الأعمال في متحف وطني للفن التشكيلي الإماراتي يخلّد تجارب الفنانين، معتبراً أن هذا المتحف ضرورة في ظل التطور الهائل الذي تشهده الإمارات. وشارك في الجلسة عدد من الشخصيات الثقافية والفنية، من بينهم سعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وسعادة علي عبيد الهاملي نائب الرئيس، إلى جانب نخبة من الفنانين والمهتمين بالشأن التشكيلي.