رحيل المؤرخ الإماراتي عمران بن سالم العويس.. أحد مؤسسي ندوة الثقافة والعلوم
رحيل المؤرخ الإماراتي عمران بن سالم العويس.. أحد مؤسسي ندوة الثقافة والعلوم
2020
ودّعت الساحة الثقافية الإماراتية والعربية المؤرخ الموسوعي عمران بن سالم العويس، الذي توفي يوم الاثنين 6 أبريل 2020 عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي. ويُعد العويس أحد المؤسسين لندوة الثقافة والعلوم بدبي، حيث ظلّ عضواً في مجلس إدارتها منذ عام 1987 حتى عام 2003، ورأس لجنة المكتبة والطبع والنشر، وأسهم في إثراء مكتبة الندوة وإصداراتها ومقتنياتها من كتب التبادل والإهداء، كما اختارته الندوة عام 2003 شخصية العام الثقافية تقديراً لجهوده وقد ارتبط اسمه بالعمل الثقافي المؤسسي، وكان أحد الداعمين لمسيرة الندوة ورسالتها في خدمة المعرفة والإبداع. ونشأ العويس في الشارقة عام 1932، في أسرة جمعت بين التجارة والثقافة، واهتم منذ شبابه بالتاريخ والأنساب، حتى أصبح مرجعاً في تاريخ الإمارات والخليج. كما كان عضواً في مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لعدة دورات، وأسهم في دعم الحراك الثقافي من خلال موقعه واطلاعه الموسوعي. إلى جانب دوره في ندوة الثقافة والعلوم، كان العويس عضواً في مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لعدة دورات، وعضواً في النادي الأدبي الأهلي (نادي النصر حالياً)، كما ألقى محاضرة مهمة بالندوة عام 1989 بعنوان «ملامح من الماضي في الخليج العربي». وفي عام 2017 كرّمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في ملتقى الراوي، تقديراً لإسهاماته في حفظ الذاكرة الثقافية والتاريخية. ونعاه وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش في تغريدة عبر «تويتر»، قال فيها: «فقدنا اليوم العم الجليل عمران بن سالم العويس، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان العويس الثقافية. سنفتقد أدبه الجم واطلاعه الموسوعي على تاريخ الإمارات والخليج. رحم الله بوراشد وأدخله فسيح جناته، وصبّرنا وصبّر أسرته على هذا الفقد المؤلم». كما نعت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة معالي نورة بنت محمد الكعبي الراحل بقولها: «فقدت الساحة الثقافية اليوم علماً وقلماً دوّن التاريخ على مدى عقود. عمران بن سالم بن عبد الله العويس في ذمة الله. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته». من جانبه أكد علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، أن رحيل العويس يمثل خسارة كبيرة للندوة والساحة الثقافية الإماراتية، قائلاً: «لقد فقدت الندوة أحد أعمدتها، ورجلاً دمث الأخلاق، طيب المعشر، قليل الكلام عميق الدلالة، نهل العلم في ظروف صعبة، وظل وفياً للعلم والثقافة حتى في سنواته الأخيرة رغم معاناته الصحية، إذ لم ينقطع عن التواصل مع الندوة وفعالياتها». أما الروائي علي أبو الريش فاعتبر رحيله خسارة فادحة لتاريخ الإمارات، قائلاً: «هؤلاء السلف يرحلون لكن أرواحهم تبقى في سمائنا كأجنحة الطير، ورحيله خسارة معنوية في نفوس الذين أحبوه وتابعوا إنجازاته. إنا لله وإنا إليه راجعون». رحل عمران بن سالم العويس، لكن حضوره باقٍ في تاريخ ندوة الثقافة والعلوم التي شارك في تأسيسها وفي ذاكرة الإمارات التي وثّق أحداثها ورجالاتها، لتظل سيرته مثالاً للعطاء الثقافي والمعرفي الممتد عبر الأجيال. وبرحيل عمران العويس، تفقد ندوة الثقافة والعلوم وأبناء الإمارات أحد أعلامها البارزين، الذين تركوا بصمات واضحة في بناء مؤسساتها الثقافية وصون ذاكرتها التاريخية.