في محاضرة نظمتها ندوة الثقافة والعلوم

في محاضرة نظمتها ندوة الثقافة والعلوم
عبد الغفار حسين يؤكد «دبي رائدة التنمية منذ 120 عاماً»

22-11-2017

نظّمت ندوة الثقافة والعلوم في مقرّها بالممزر محاضرة بعنوان «دبي الأولى» قدّمها الكاتب الإماراتي الكبير عبد الغفار حسين، بحضور معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وسعادة محمد سعيد الرقباني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، وسعادة إبراهيم بوملحة المستشار الثقافي لحاكم دبي، وسعادة المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، وأعضاء مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، ونخبة من المهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي والتاريخي.
استهلّ الجلسة سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة الندوة، مرحّباً بالضيوف ومعرّفاً بالمحاضر عبد الغفار حسين بوصفه كاتباً إماراتياً مرموقاً ومثقفاً مبادراً أسهم بنصيب كبير في تعزيز العمل الثقافي بالدولة؛ فقد كان ضمن مؤسسي مجلس أمناء جائزة العويس الثقافية وترأس المجلس ستة عشر عاماً، كما كان من مؤسسي ندوة الثقافة والعلوم، وهو عضو فاعل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ورئيس جمعية حقوق الإنسان في الإمارات. وأشاد السويدي بسيرته الحياتية والمهنية منذ نشأته ودراسته في الكتاتيب والتحاقه بـ المدرسة الأحمدية، مروراً بشغفه بالقراءة والأدب العربي والتاريخ وسير الأقدمين والمحدثين، وصولاً إلى مؤلفاته وجوائزه والمناصب التي تقلّدها.
دبي الأولى.. توثيق لا تسابق
في مستهلّ محاضرته، أوضح عبد الغفار حسين أن عنوان «دبي الأولى» لا يقصد منه التسابق، بل توضيح المسيرة وإبراز سعي دبي إلى الصدارة بالعمل الجاد والفكر المثمر، مؤكداً أن الهدف توثيقي تاريخي لهذه المدينة. وقال إن بعض الكتّاب والإعلاميين يظنّون أن وصف دبي بالأولى في الأخذ بأسباب التنمية في تاريخ الإمارات مبالغة؛ وعندما يُطالَب المتشكك ببرهانٍ على ذلك لا يجد جواباً.
قصب السبق منذ 1894
أكّد حسين أن لدبي قصب السبق في المشاريع العمرانية والاقتصادية على ساحل عُمان قبل ما يقارب 120 عاماً، منذ تولّي الشيخ مكتوم الثاني بن حشر آل مكتوم الحكم عام 1894؛ فكانت سبّاقة برعاية حكّامها الكرام، ولِما يتمتع به أهلها من حسٍّ تجاري. وقد خلد الشعراء دبي في قصائدهم، ومن ذلك ما قال الشاعر أحمد أمين المدني:
دُبيّ.. وما أبهاكِ للعينِ نُزهةً
وأجملُ ما يبدو للعينِ، وأبدَعُ
حبوتُكِ من روحي روائعَ ثرَّةً
بحُبّي، وأشعارٌ بذكركِ تصدَعُ
مَعالم «الأوائل» في دبي.. سرد زمني موثّق
استعرض المحاضر مشاهد وإنجازات وبنى عمرانية ومرافق رسمية وأهلية شكّلت علامات فارقة في تاريخ المنطقة، ومن أبرزها:
• 1894: مع تولّي الشيخ مكتوم الثاني بن حشر آل مكتوم، اتّخذ خطوات عملية لجذب التجارة، فأرسل وفوداً إلى تجار سواحل الخليج لدعوتهم إلى الإقامة في دبي، ووفّر لهم ميناءً بحرياً طبيعياً هو خور دبي، وبنى الأسواق، فاستجاب تجّار كُثر، خصوصاً من لنجة من العرب والعجم والبانيان، مدفوعين أيضاً بالاضطراب السياسي في السواحل الفارسية. هكذا صار ميناء دبي أول معلَم عمراني بالمعنى المؤسسي (إدارة، موظفون، مخازن، مستودعات).
• يونيو 1902: وصول أول باخرة شحن من الهند إلى مياه دبي (رست على بعد ثلاثة أميال)، ويُقال إنها حملت بضائع لسوق دبي لحساب التاجر عبد القادر عباس القادم من لنجة عام 1899.
• 1902: افتتاح أول شركة بواخر على يد غري بول.
• 1907: إنشاء أول مكتب بريد في سوق البانيان.
• أكتوبر 1912: اجتماع الجماهير في دبي لأول مرة في تاريخ المنطقة والخليج لاختيار حاكم؛ حيث بايع الناس الشيخ سعيد بن مكتوم، وقاد الأهالي المبايعين الشيخ المر بن حريز وحميد بن عبد الله البسطي؛ وهو حدث غير مألوف في المجتمعات القبلية التقليدية آنذاك.
• 1933–1937: هبوط أول طائرة في المنطقة على خور دبي عام 1933، واستخدام الخور مطاراً للطائرات البرمائية حتى 1937.
• 1934: تأسيس أول مجلس استشاري برئاسة الحاكم.
• 1940: إنشاء أول مجلس للتجار على هيئة غرفة تجارة.
• 1945: تأسيس أول معمل للمرطبات في المنطقة (معمل عبدالرحيم الخاجة في سوق العبرة – دبي) وسُمّيت المشروبات «نامليت»(بالهندية: الشراب المُحلّى).
• 1946: افتتاح أول صيدلية في المنطقة على يد الدكتور محمد حبيب الرضا.
• 1950: إنشاء أول مدرسة بنمط التعليم الحديث على يد علي عامر الحمداني من العراق باسم «مدرسة الحكمة» في رأس ديرة.
• 1950: افتتاح أول متجر لبيع الآلات الموسيقية في المنطقة – متجر الخاجة في دبي.
• 1951: أول مطرب من دبي يسجّل أسطوانة غنائية هو محمد بن عبدالسلام بكلمات الشاعر مبارك بن حمد العقيلي:
قلبُ الشجيِّ المُدَلّهْ
من ذا على الحبِّ دلّهْ
حتى غدا ذا وَلوعٍ
وذا غرامٍ مُوَلَّهْ
• 1952: تأسيس أول فريق لكرة القدم على يد عقيل خديجان ومحمد عبدالرزاق بستكي.
• 1952: افتتاح أول مستشفى في المنطقة – مستشفى المكتوم.
• أواخر 1954: افتتاح أول سينما تجارية في المنطقة في ديرة – سينما الوطن في الميدان الذي سُمّي لاحقاً ميدان جمال عبد الناصر.
من «قرية صغيرة» إلى «أيقونة المدن»
قال عبد الغفار حسين: «كانت دبي وما زالت تقود حملة التنمية والابتكار في كل جديد حتى يومنا هذا؛ وكانت الأولى منذ تحوّلها من قرية صغيرة وبدء توسّعها الجغرافي والديموغرافي قبل 120 عاماً، حتى غدت اليوم أيقونة المدن التي تتجه إليها أنظار الناس في كل مكان».
وأضاف: «في 1995، ومع تولّي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ولاية العهد، اندفعت دبي بـ قفزة عمرانية كبرى بخطى ثابتة، الواحدة تلو الأخرى، حتى أصبحت دانة الدنيا كما في الأغنية الشهيرة؛ مدينةً إذا ذُكرت اشرأبّت إليها الأعناق». واستشهد ببيتَي العقيلي:
أسرتني بهواها
منذ ما كنتُ صبي
بلدةٌ طاب هواها
مهبطُ الخيرِ دُبي

في محاضرة نظمتها ندوة الثقافة والعلوم
Scroll to top