
The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association

01-11-2017
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نظّمت ندوة الثقافة والعلوم بدبي في مقرّها بالممزر حفل جائزة راشد للتفوق العلمي في دورتها التاسعة والعشرين لعام 2017، حيث تفضّل سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بتكريم الحاصلين على درجتي الأستاذية والدكتوراه، إلى جانب تكريم شخصية العام العلمية التي منحها مجلس إدارة الندوة هذا العام لـ مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقديراً لإسهاماتها المؤثّرة في دفع عجلة التقدّم العلمي في الدولة.
ندوة الثقافة والعلوم.. منصّة التكريم وصناعة القدوة
منذ انطلاقتها، تركّز الجائزة التي تحتضنها الندوة على تكريم المتفوّقين في مختلف الشهادات العلمية؛ وقد خصّصت في السنوات الأخيرة مساحةً نوعية للحاصلين على الدكتوراه والأستاذية في شتى التخصصات، تشجيعاً لهم على مزيد من العطاء وترسيخاً لوظيفتهم في المجتمع بوصفهم قدوةً ونبراساً للأجيال. وقد احتضنت الجائزة على امتداد مسيرتها آلافاً من أبناء الوطن؛ ويتزايد سنوياً عدد المتقدّمين من مختلف الحقول المعرفية، حيث يُمنح المكرّمون – إضافةً إلى المكافآت المالية – شهادات تقدير مفصّلة تتضمّن إنجازاتهم العلمية.
وفي هذه الدورة، كرّم سمو الشيخ أحمد بن محمد أربعة من الحاصلين على درجة الأستاذية وتسعين من الحاصلين على درجة الدكتوراه من أبناء الدولة، فيما ذهبت جائزة شخصية العام العلمية إلى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بوصفها نموذجاً مؤسسياً رائداً في التقدّم العلمي والتقني.
رؤية مستقبلية.. والذكاء الاصطناعي عنوان مرحلة
وأكّد الأستاذ علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي ورئيس اللجنة الإعلامية، في كلمةٍ خلال الحفل، أن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة تجلّت في التشكيل الوزاري الأخير الذي أولى الطاقات العلمية الشابة عنايةً خاصة، وهو النهج الذي انتهجته الندوة عندما استحدَثت «جائزة شخصية العام العلمية». ولفت إلى الأدوار السبّاقة للدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعيين وزير دولة معنيّ بهذا الملف الحيوي، واستحداث مناصب حكومية جديدة للتعامل مع تكنولوجيا المستقبل ومهاراته، وإدخال تعديلات هيكلية على المنظومة الحكومية لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة.
وأضاف: «تُنهي ندوة الثقافة والعلوم عقدها الثالث وتبدأ الرابع؛ ففي 3 نوفمبر المقبل نكون قد أتممنا عامنا الثلاثين منذ إشهار الندوة في 3 نوفمبر 1987 كـ جمعية ثقافية علمية ذات نفع عام. ونجدد اليوم العهد والوعد بأن نواصل الرحلة بالحماس ذاته الذي انطلقت به الندوة، وبـ زخمٍ متجدد رافق مسيرتها طوال الأعوام الثلاثين الماضية».
تكوين رصيدٍ علميّ للوطن
من جانبه، أكّد سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، استمرارية الندوة في دعم وتشجيع المتفوّقين علمياً والمبدعين من أبناء الدولة، اتساقاً مع نهج القادة المؤسِّسين الذين رسّخوا فريضة العمل والتفوّق، وسُخّرت من أجلها الجهود والطاقات والإمكانات لتكون الإمارات في مصافّ الدول المتقدمة علمياً وعملياً. وقال: «حملة شهادات الأستاذية والدكتوراه يضيفون لرصيد الوطن ذخيرةً نفخر بها؛ فهم يقودون الجيل الحالي من الشباب ويقدّمون له النموذج والقدوة لبناء وطنٍ ترفعه العقول والسواعد معاً».
شهادات علمية متنوّعة.. وإسهامات تمتد لقطاعات حيوية
شهد الحفل استعراضاً لعناوين أطروحات عدد من المكرّمين، عكست تنوّعاً معرفيّاً يمتد من القانون والعلاقات الدولية إلى الهندسة والطاقةوالعلوم الإنسانية، ومن ذلك:
• د. فتحية علي الشرجي: تنفيذ المعاهدات الدولية في النظام القانوني الإماراتي الكويتي البحريني والعُماني؛ دراسة لآليات الانضمام والتنفيذ وحلّ التعارض بين المعاهدات والقوانين الداخلية، بما يفيد العاملين والباحثين في هذا الحقل.
• د. مريم طارق خليل (هندسة كيميائية – جامعة مينيسوتا): دراسة تنوي ونموّ زيوليت Faujasite، وهو مادّة مسامية محفّزة تُستخدم في تكرير النفط وصناعة المواد الكيميائية؛ تسهم النتائج في تحسين الأداء عبر التحكّم بـ مورفولوجيا المواد.
• د. وليد محمد عبدالله بن عامر الشميلي: نظرية الديون في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها المعاصرة؛ معالجة نظرية لمعضلات الديون في ضوء الفقه ومقتضيات العصر.
• د. نهلة عبدالله الحاج فضلاني: عوامل الارتباط الوظيفي على مدى الأجيال في دولة الإمارات؛ أهمية خاصة لفهم جيل الألفية (يشكّل نحو 45% من سوق العمل الإماراتي) وتعزيز مشاركته في القطاع الخاص، مع توصيات باعتماد أدوات قياس للذكاء الانفعالي والوعي الذاتي للارتقاء بالإنتاجية وتقليص الدوران.
• د. نهلة سعيد العمودي: تصميم متحكم غير خطي لإنتاج الكهرباء بالوقود الأحفوري قادر على معالجة ديناميكية درجة حرارة البخار المعكوسة، عبر ثلاث طبقات تحكّم متتالية تحقّق طرد الانحرافات وتصلح للتطبيق في مختلف محطات الطاقة.
• د. صبيحة ماجد باليوحة: دراسة رضا الموظفين وعلاقته بـ تقييم الأداء السنوي في مؤسسات الدولة، مع توصيات ببرامج تدريبية تخصصية لتعزيز الإبداع والولاء الوظيفي واتخاذ قرارات موضوعية في الترقيات والتكريم.
• يوسف يحيى محمد السعدي: بحث في التاريخ الإسلامي لعادات وتقاليد مجتمع شرق الجزيرة العربية من فجر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي.
• د. نهلة الشمري: أطروحة تُبرز الخطط الاستراتيجية في بناء دولة الإمارات والإنجازات المتحققة برؤية «الرقم واحد»، مع دعوة إلى حداثةٍ معتدلة تُواكب التطور العالمي وتتمسك بالهوية الوطنية ومكافحة التطرف.
• د. وليد خالد الحمادي: عدم الاعتداد بالصفة الرسمية للرؤساء في ظل القانون الدولي الجنائي؛ تتبّع تطوّر العدالة الجنائية الدوليةومحاكمات الأفراد أمام هيئات خاصة منذ مطلع القرن العشرين.
• د. ناصر عبدالكريم البلوشي: تأثير الأنماط القيادية على التميّز المؤسسي في القطاع العام، وانعكاسها على الالتزام الوظيفيوالابتكار وخدمة المتعاملين.
• د. معن نديم العفيفي: أفضل ممارسات القيادة في المؤسسات المبتكرة عبر نموذج القيادة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بما يعزّز تميّز الأعمال.
• د. كليثم سعيد ناصر الخاطري (أدب ونقد وبلاغة): بلاغة الحجاج في قصص القرآن الكريم؛ إضافةٌ منهجية تعزّز قيم الوسطية والتسامح عبر دراسة الحجاج والحوار والإقناع.
• د. سعاد راشد أحمد: رسالة تقدير للوطن و«دينٌ واجب السداد» بالمزيد من العطاء، تتويجاً لمسيرة بحثية.
«مكتبة الندوة».. 2000 بحث متاح للمجتمع
أوضح سلطان صقر السويدي أن الندوة طبعت أكثر من (2000) بحث للفائزين بجائزة راشد للتفوق العلمي على مدار 29 دورة، وهي متاحة للباحثين في مكتبة الندوة، باعتبارها ثروة معرفية تُعين صنّاع القرار والدارسين على تنظيم وتوظيف الأساليب العلمية في شتى مجالات الحياة. كما نوّه بتزايد مشاركة حَمَلة الدكتوراه والأستاذية من الجنسين سنوياً، وباستحداث الندوة «جائزة شخصية العام العلمية» الممنوحة لشخصيات ومؤسسات وطنية ذات إنجازات رائدة ممتدّة تركت أثراً بيّناً في تطوير العلوم داخل الدولة والمنطقة.
وأضاف: «تماشياً مع طموحات القيادة الرشيدة في احتلال الإمارات المرتبة الأولى عالمياً، يواصل أبناء الوطن بذل الجهد العلمي والعمليلتحقيق الريادة. ومن يتتبّع مسيرة الجائزة يلحظ التوسّع في التخصصات والحضور المتنامي للمرأة في المنجز المعرفي والتنموي. كما تعمل الندوة على برنامجٍ طموح للأنشطة الثقافية، وتعتزم طباعة المزيد من الرسائل العلمية التي تثري العمل الفكري والأكاديمي».