ندوة الثقافة والعلوم تحيي الذكرى السابعة عشرة لرحيل سلطان العويس – شاعر الإمارات ورجل الخير والعطاء

ندوة الثقافة والعلوم في دبي تعقد اجتماع جمعيتها العمومية وتنتخب عضواً جديداً في مجلس إدارتها

01-01-2017

أحيت ندوة الثقافة والعلوم في دبي أمسية خاصة بمناسبة مرور سبعة عشر عاماً على رحيل الشاعر الكبير ورجل العطاء سلطان بن علي العويس، الذي ظل اسمه علامة بارزة في مسيرة الإمارات الثقافية والإنسانية.
أقيمت الأمسية بحضور معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وإبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، والأديب عبد الغفار حسين، وعلي بن حميد، وعبد الإله عبد القادر، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، وشارك فيها الباحث مؤيد الشيباني والشاعر محمود نور وعازف العود ماجد شهاب، فيما أدارها سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم.
استهل السويدي الأمسية بكلمة أكد فيها أن ذكرى سلطان العويس ليست مجرد استذكار لرحيل شاعر، بل هي وقفة عند سيرة رجل أعطى الوطن الكثير وكان دائم السخاء، فخص ندوة الثقافة والعلوم بجائزة تحمل اسمه لتكون منبراً لتكريم المبدعين والموهوبين. وأضاف أن هذا الاحتفاء يكتسب هذا العام بُعداً خاصاً كونه يأتي متزامناً مع «عام الخير»، ليجسد نموذجاً لرجل جعل من العطاء نهجاً ومن حب الوطن سلوكاً أصيلاً، وهو الحب الذي أرسى قواعده المؤسسون الأوائل ويواصل ترسيخه اليوم قادة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقدم الأديب عبد الغفار حسين شهادة شخصية عن قربه من العويس، مؤكداً أنه كان من أكثر الناس التصاقاً به، وأن جائزة العويس التي أصبحت اليوم ذات صيت عالمي، انطلقت من فكرة تبناها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعرضت على رجال الأعمال آنذاك، لكن سلطان العويس كان أول من احتضنها ودعمها مادياً، فوقف لها وقفاً يضمن استمراريتها، وحرص منذ البداية على أن تدار بمنتهى النزاهة والحياد دون أي تدخل منه في عمل اللجان أو اختيارات المحكمين.
أما معالي محمد المر فأكد أن سلطان العويس جسد منذ وقت مبكر مفهوم المسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال، حيث رصد أموالاً لدعم تعليم أبناء الأسر محدودة الدخل، وساهم في مبادرات خيرية لدعم القضية الفلسطينية، وكان له حضور في مشاريع بناء المدارس والمساجد والمستشفيات والسدود داخل الإمارات وخارجها، وأضاف أن تخصيصه جائزة للإبداع وتنظيمها من خلال ندوة الثقافة والعلوم يمثل تتويجاً لمسيرة ثرية بالعطاء، ورسالة واضحة بأن الخير لا يزول برحيل أصحابه.
ومن جانبه قال إبراهيم بوملحة إنه يعتبر نفسه من تلامذة العويس من خلال مجالسه التي جمعت نخبة من الأدباء والمثقفين العرب، مؤكداً أن الراحل لم يبخل بفكره أو ماله أو جهده من أجل الوطن والثقافة، وظل حاضراً بما تركه من بصمة إنسانية وشعرية لا تُمحى.
وشارك الباحث مؤيد الشيباني بكلمة عن شعر العويس، مبيناً أنه ظل حياً بفضل صدقه وتجانسه الفني، فيما أعاد الفنان ماجد شهاب بصوته وعزفه على العود إحياء بعض قصائده المغناة، لتتردد كلماته في أجواء الندوة وكأنها تولد من جديد. كما قرأ الشاعر محمود نور مختارات من قصائده الشهيرة مثل «سمراء الجزيرة» و«رماد الحب»، فلامست الحضور بما تحمله من صدق التجربة وحرارة العاطفة.
وتخللت الأمسية إقامة معرض فني ضم لوحات وصوراً مميزة رسمها نخبة من الفنانين لتوثيق مسيرة سلطان العويس، في لمسة إبداعية تؤكد أن ذكراه ما زالت حيّة في وجدان الفنانين والشعراء على السواء.
و جاءت الأمسية كمحطة وفاء لرجل ارتبط اسمه بالشعر والعطاء، ورسخت حقيقة أن سلطان العويس سيظل حاضراً رغم مرور سبعة عشر عاماً على رحيله، حاضراً في ذاكرة الوطن والوجدان العربي من خلال قصائده وإبداعاته ومؤسساته ومبادراته التي صنعت فرقاً حقيقياً في حياة الناس.

ندوة الثقافة والعلوم تحيي الذكرى السابعة عشرة لرحيل سلطان العويس – شاعر الإمارات ورجل الخير والعطاء
Scroll to top