النِّظامُ الأَسَاسِيُّ لِنَدْوَةِ الثَّقَافَةِ وَالْعُلُومِ – المُقَدِّمَةُ

النِّظامُ الأَسَاسِيُّ لِنَدْوَةِ الثَّقَافَةِ وَالْعُلُومِ – المُقَدِّمَةُ

مِن إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِأَنَّ الكَلِمَةَ فِعْلٌ، وَالثَّقَافَةَ وَعْيٌ، وَالعِلْمَ رِسَالَةٌ لَا تَنْفَصِلُ عَنْ مَصِيرِ الأُمَمِ… وَمِنْ يَقِينٍ بِأَنَّ مَنْ يَخْتَارُ طَرِيقَ الثَّقَافَةِ، إِنَّمَا يَخْتَارُ أَنْ يَكُونَ شَاهِدًا عَلَى الزَّمَنِ، وَشَرِيكًا فِي صِيَاغَتِهِ، وَحَارِسًا لِقِيَمِ الإِنْسَانِ فِي ذَاتِهِ وَمُجْتَمَعِهِ
اِنْبَثَقَتْ هَذِهِ النَّدْوَةُ، لَا بِوَصْفِهَا مُجَرَّدَ مُؤَسَّسَةٍ، بَلْ كِنِدَاءٍ فِكْرِيٍّ حَمَلَهُ كَوْكَبَةٌ مِن أَبْنَاءِ هَذَا الوَطَنِ، مِمَّنْ تَشَرَّبُوا حُبَّ المَعْرِفَةِ، وَذَاقُوا لَذَّةَ السُّؤَالِ، وَارْتَأَوْا أَنْ يُنْقَلَ العَمَلُ الثَّقَافِيُّ مِنَ العَفَوِيِّ إِلَى المُؤَسَّسِيِّ، وَمِنَ المَجْهُودِ الفَرْدِيِّ إِلَى المَشْرُوعِ الجَمَاعِيِّ، وَمِنَ اللَّحْظَةِ إِلَى الِاسْتِمْرَارِيَّةِ
نَحْنُ الَّذِينَ اجْتَمَعْنَا عَلَى الوَعْيِ، وَأَلَّفَتْ بَيْنَنَا القِيَمُ، لَا الأَهْوَاء؛ أَدْرَكْنَا أَنَّ الثَّقَافَةَ لَيْسَتْ نَشَاطًا جَانِبِيًّا فِي يَوْمِ المَدِينَةِ، بَلْ رُوحُهَا الحَيَّةُ، وَهُوِيَّتُهَا العَمِيقَةُ، وَوَجْهُهَا المُشْرِقُ أَمَامَ العَالَمِ. آمَنَّا بِأَنَّ الوَقْتَ أَثْمَنُ مِنْ أَنْ يُهْدَرَ فِي الهَامِشِ، وَبِأَنَّ الفِكْرَ لَا بُدَّ أَنْ يُسْتَثْمَرَ لِصَالِحِ الإِنْسَانِ، وَبِأَنَّ كُلَّ جُهْدٍ ثَقَافِيٍّ، مَهْمَا بَدَا مُتَوَاضِعًا، هُوَ سَهْمٌ فِي جَسَدِ المُسْتَقْبَلِ
وَحِينَ رَأَيْنَا العَمَلَ الثَّقَافِيَّ يَتَنَاثَرُ فِي مُبَادَرَاتٍ مُتَنَاثِرَةٍ، وَيُهْدَرُ فِي غِيَابِ الرُّؤْيَةِ الجَامِعَةِ، أَدْرَكْنَا أَنَّ اللَّحْظَةَ تَسْتَدْعِي تَأْسِيسَ كِيَانٍ يَحْتَضِنُ هَذِهِ الطَّاقَاتِ، وَيُعِيدُ تَجْمِيعَ الشَّتَاتِ، وَيُوَفِّرُ مُنَاخًا تَفَاعُلِيًّا يَحْتَفِي بِالعَقْلِ، وَيَدْفَعُ نَحْوَ التَّجْدِيدِ، وَيَجْعَلُ مِنَ الثَّقَافَةِ فِعْلًا مُؤَثِّرًا لَا دِيكُورًا مُؤَقَّتًا
وَفِي ذَلِكَ اللِّقَاءِ المُؤَسِّسِ، الَّذِي لَا يَزَالُ حَيًّا فِي الذَّاكِرَةِ، استُدْعِيَتِ التَّجَارِبُ السَّابِقَةُ، بِحُلْوِهَا وَمُرِّهَا، وَتُلِيَ المَشْرُوعُ المُقْتَرَحُ لِتَأْسِيسِ هَذِهِ المُؤَسَّسَةِ مِنْ مَعَالِي مُحَمَّدٍ المُرِّ، وَقُدِّمَتِ الفِكْرَةُ لِصَاحِبِ السُّمُوِّ الشَّيْخِ مُحَمَّد بن رَاشِد آلِ مَكْتُوم، الَّذِي مَنَحَهَا دَفْعَةَ الرُّوحِ، حِينَ رَأَى فِيهَا مَا يَلِيقُ بِدُبَيِّ وَفِكْرِهَا. وَكَانَتْ كَلِمَاتُهُ التَّأْسِيسِيَّةُ بُوصَلَةً، وَدَعْمُهُ العَمَلِيُّ أَرْضًا صُلْبَةً اِنْطَلَقَتْ مِنْهَا النَّدْوَةُ إِلَى الأُفُقِ
وَلِأَنَّ المَشْرُوعَ الثَّقَافِيَّ لَا يَقُومُ عَلَى الطُّمُوحِ وَحْدَهُ، بَلْ عَلَى التَّنْظِيمِ وَالتَّشْرِيعِ وَالوُضُوحِ، فَقَدْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ إِعْدَادِ هَذَا النِّظَامِ الأَسَاسِيِّ، لِيَكُونَ دُسْتُورًا يَحْكُمُ سَيْرَ العَمَلِ، وَيَضْبِطُ العَلَاقَةَ بَيْنَ الأَعْضَاءِ، وَيُوَفِّرُ إِطَارًا مُؤَسَّسِيًّا يَكْفُلُ الِاسْتِمْرَارِيَّةَ، وَيَصُونُ الهَدَفَ مِنَ الانْحِرَافِ
هَذِهِ النَّدْوَةُ، الَّتِي حَمَلَتِ اسْمًا لَا يَضِيقُ بِزَمَانٍ وَلَا مَكَان – نَدْوَةُ الثَّقَافَةِ وَالْعُلُومِ – جَاءَتْ لِتُخَاطِبَ الإِنْسَانَ فِي أَوْسَعِ مَعَانِيهِ: فِكْرًا، وَوِجْدَانًا، وَشَغَفًا. وَجَاءَ هَذَا النِّظَامُ لِيَحْمِلَ تَفَاصِيلَ ذَلِكَ الطُّمُوحِ، وَيُتَرْجِمَهُ إِلَى مَشْرُوعٍ قَابِلٍ لِلتَّنْفِيذِ، بَعِيدًا عَنِ العَشْوَائِيَّةِ، وَقَرِيبًا مِنْ جَوْهَرِ الرِّسَالَةِ
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ هَذَا الجُهْدَ، وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ القَبُولَ، وَأَنْ يُسْهِمَ فِي رَفْعَةِ هَذَا الوَطَنِ، وَتَأْصِيلِ هُوِيَّتِهِ، وَازْدِهَارِ فِكْرِهِ

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ – صدقَ اللهُ العظيمُ

المُؤَسِّسُونَ المُوَقِّعُونَ

    1. إِبْرَاهِيمُ مُحَمَّد أَحْمَد بُومَلْحَة
    2. د. أَحْمَد أَمِين المدَنِي
    3. بِلَال رَبِيع البُدُور
    4. خَالِد مُحَمَّد أَحْمَد
    5. سَالِم أَحْمَد المُوسَى
    6. سُلْطَان خَلِيفَة الحَبْتُور
    7. سُلْطَان عَلِي العُوَيْس
    8. سَعِيد عَبْدُالله حَارِب
    9. سَيْف المُرِّي
    10. طَارِق مُحَمَّد الأَشْرَم
    11. عَبْدُالعَزِيز خَلِيل المَطُوْع
    12. عَبْدُالغَفَّار حُسَيْن
    13. عِمْرَان سَالِم العُوَيْس
    14. مُحَمَّد أَحْمَد المُرّ
    15. مُحَمَّد خَلِيفَة بْن حَاضِر
    16. مُحَمَّد عُبَيْد سُرُور
Scroll to top