
The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association

08-10-2017
اختتمت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي فعاليات المؤتمر العربي للروبوت والذكاء الاصطناعي في دورته الخامسة، الذي أُقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بحفلٍ ختامي جرى خلاله تكريم المشاركين من أعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر، ومدرّبي الورش العلمية، والفائزين بأفضل التجارب العربية في مجال الروبوت، تأكيداً لدور الندوة في استنهاض همم الشباب، وترسيخ الثقافة العلمية في دولة الإمارات والمنطقة.
تتويج الفائزين وإنجازات بحثية عربية
شهد الحفل إعلان النتائج والجوائز؛ حيث حصلت حصة عبيد سالم من وزارة التربية والتعليم – دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز الأول عن أفضل الأوراق العلمية، فيما نال عبد الله المطوع من جامعة الكويت المركز الثاني. كما تم تكريم أفضل التجارب العربية في مجال الروبوت التي عكست تنوعاً معرفياً وتطبيقياً، وعبّرت عن قدرة الشباب العربي على تحويل المعرفة إلى حلول عملية قابلة للتطبيق.
وأكّد سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، أن المؤتمر العربي الخامس للروبوت والذكاء الاصطناعي الذي تنظّمه الندوة عبر نادي الإمارات العلمي وبالتعاون مع الجمعية العربية للروبوت في الأردن
، يأتي للاستثمار في شغف الشباب بالعلوم الحديثة، وتحويل هذا الشغف إلى منجزات تخدم المجتمع والاقتصاد الوطني. وقال: «إن المؤتمر جزء من مساهمات الندوة المستمرة في القيام بدورٍ فاعل لتعزيز الثقافة العلمية في الدولة، عبر منصّاتٍ معرفية وتطبيقية تليق بطموحات القيادة الرشيدة، وتلبّي متطلبات المستقبل».
من جهته، صرّح إسماعيل ياسين، رئيس الجمعية العربية للروبوت لـ«البيان» قائلاً: «يسعدنا أن نعلن نجاح فعاليات المؤتمر العربي الخامس للروبوت والذكاء الاصطناعي وتحقيقه لأهدافه؛ فقد حمل المؤتمر أفكاراً إبداعية، وضمّ أوراق عمل، وجلسات نقاشية نوعية، وورشاً عملية أبرزت جهود الشباب العربي في هذا المجال الحيوي».
محور الفضاء: «مسبار الأمل» وتطبيقات الذكاء الاصطناعي
في الجلسة الخاصة بـ مركز محمد بن راشد للفضاء وإطلاق «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ عام 2021، ناقش المشاركون التطبيقات العملية للروبوت والذكاء الاصطناعي في مجال الفضاء، والتحديات المصاحبة، وفي مقدمتها توفير الطاقة بشكلٍ مستمر للمسبار باستخدام الأشعة الشمسية، وربط ذلك بأنظمة التحكم الذكي، وإدارة البيانات عالية الاعتمادية في بيئاتٍ قاسية.
محور الطب: الروبوت بين غرف العمليات والرعاية الذكية
وفي حلقةٍ نقاشية بعنوان «تطبيقات عملية للروبوت والذكاء الاصطناعي في الطب والرعاية الصحية»، جرى تناول المشاركة في العمليات الجراحية المعقّدة بهدف تقليل الأخطاء، وتخفيف آلام المرضى – ومنهم من يعانون حالاتٍ نفسية – عبر مساندةٍ تقنيةٍ دقيقة. وقدّم الدكتور حسن النشاش نماذج من مشاريع ناجحة نفّذها طلبة الجامعة الأميركية في الشارقة باستخدام تقنيات الروبوت والذكاء الاصطناعي، بما يعكس قابلية هذه التقنيات للانتقال من المختبر إلى العيادة.
تجربة شرطة دبي: شرطيٌّ آلي ومركزٌ ذكيّ بلا موظفين
وعن تجربة شرطة دبي، تحدّث الملازم سعيد المزروعي من إدارة الخدمات الذكية في القيادة العامة لشرطة دبي، ضمن حلقة نقاشية أدارتها القيادة العامة لشرطة دبي، قائلاً: «إن شرطة دبي كانت الأولى عالمياً في إطلاق شرطي آلي ذكي، كما تم افتتاح أول مركز شرطة ذكي في العالم قبل أيام، وهو مركز من دون موظفين يقدّم جميع خدمات الشرطة». وأوضح أن المشاركة في المؤتمر تهدف إلى توعية الشباب والطلاب بكيفية تسخير الروبوت والذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي والأمني، وآليات الاستفادة المثلى منها.
أوراق علمية: الذكاء الاصطناعي والتعليم
قدّمت الدكتورة نورة يحيى الهنائي ورقةً علمية بعنوان «تأثير الذكاء الاصطناعي على استبدال المعلمين»، وحصلت عن فئة أساتذة الجامعات على المركز الأول في الأوراق العلمية. وقالت لـ«البيان»: «إن مهنة المعلم مهنةٌ نبيلة، وقيمها الأساسية الصدق والإلهام والإبداع. وقد ناقشت في ورقتي أن الذكاء الاصطناعي تقنيةٌ ممكنة للمعلم، تُعينه وتوسّع أثره، لكنها لا يمكن أن تحلّ محلّه».
التجربة الإماراتية المتوَّجة: الروبوت في صفوف الثانوية
وعن المركز الأول في فئة أفضل التجارب العربية في الروبوت، أوضحت حصة عبيد، اختصاصي روبوت في وزارة التربية والتعليم، لـ«البيان» أنها سعت في دراستها إلى الكشف عن انعكاسات توظيف الروبوت والأنشطة والبرامج اللاصفّية في توجيه سلوك المتعلمين وزيادة دافعيتهم نحو التعلّم في المرحلة الثانوية بالإمارات، إلى جانب استقصاء أثر ذلك على المستويات التحصيلية. وأظهرت النتائج تحسّناً إيجابياً في التقدّم والإنجاز الدراسي ورفع التحصيل لدى المتعلّمين عند توظيف الروبوت في البيئة التعليمية.
رسالة المؤتمر: من المنصّة إلى المستقبل
يؤكّد المؤتمر العربي الخامس للروبوت والذكاء الاصطناعي – من على منصة ندوة الثقافة والعلوم – أن العلوم التطبيقية حين تُتاح لها البيئة المؤسسية المناسبة، تتحول إلى فرص تعليمية ومجتمعية تُشرك المدرسة والجامعة والمؤسسات الأمنية والصحية والفضائية في حراكٍ واحد، عنوانه الابتكار ووجهته المستقبل. وقد جمعت هذه الدورة بين الأوراق العلمية الرصينة، والورش العملية، والنقاشات التخصصية، والتجارب التعليمية التي تؤسس لبناء جيلٍ عربي قادر على تصميم الحلول ونقل التكنولوجيا وإنتاجها.
شكر وتقدير: تتقدّم ندوة الثقافة والعلوم بالشكر إلى اللجنة العلمية للمؤتمر ومدرّبي الورش والمشاركين والجهات الداعمة، وتؤكد استمرارها عبر نادي الإمارات العلمي في احتضان الفعاليات التي تُعزّز الثقافة العلمية وتُترجم رؤية الدولة في الابتكار والتميّز العالمي.