
The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association

06-01-2017
استوعبت القاعة الرئيسة في ندوة الثقافة والعلوم على مدار فعاليات عدة 227 موهبة علمية قدّم أصحابها ابتكارات متنوعة ترجمت مهارات فطرية صقلتها دورات متخصصة نظّمها نادي الإمارات العلمي (الجناح العلمي المنضوي تحت مظلة الندوة). وقد احتفى مجلس إدارة الندوة بهذه المواهب الإماراتية الواعدة التي تفوقت فيها عددياً الفتيات، قبل أن يُفاجئ «المبدعون الصغار» الجميع بتفاعلهم السريع مع مبادرات الدولة من خلال تصميم شعار «عام الخير 2017» بأنامل مُبدعة في فضاء الفنون التشكيلية.
وخلال العام، وجد طلبة الدورات المتخصصة منصّات عرضٍ مثالية ضمن مناسبات وطنية ورسمية أقامتها الندوة؛ بدءاً من أسبوع الابتكار، وصولاً إلى معرض علمي لأبرز اختراعاتهم شارك ضمن احتفالات الذكرى الـ(45) لتأسيس الاتحاد، وشمل كذلك مهارات في الحرف اليدوي وابتكارات تحاكي جهود الكبار من ذوي الميول العلمية، قدّمها «الشُطّار الصغار».
وتقديراً لهذه الجهود – ولا سيما لدى من آثروا الالتحاق بالدورات وتطوير مهاراتهم على إغراءات السفر خلال الإجازات المدرسية والجامعية – كرّم مجلس إدارة الندوة مساء أول من أمس خريجي الدورة الأخيرة لنادي الإمارات العلمي، مؤكداً دور النادي بوصفه الامتداد العلمي المؤسسي لأنشطة الندوة.
تفاعل مجتمعي ورؤى تطبيقية
أشاد الدكتور عيسى بستكي، رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، بـ«القيمة العملية» لكثير من الابتكارات التي قدّمها المنتسبون، وقال: «أهمية هذه الابتكارات ليست لأنها إماراتية وحسب، بل لأنها تقدّم حلولاً علمية لمشكلات لامسها الطلبة في الواقع العملي». وأكد أن الدورة الأخيرة ضمّت أقساماً متخصصة استوعبت الميول المختلفة للمنتسبين، شملت: الكهرباء، الإلكترونيات، الروبوت، الطباعة ثلاثية الأبعاد، النجارة، إلى جانب إبداعات الشطّار الصغار. ولفت إلى أن المعارف الأساسية التي تلقّاها المشاركون أسست قاعدة علمية صلبة انعكست تنوعاً وجودةً في ابتكاراتهم، مع سعي واضح لتقديم خدمات عملية لقطاعات متعددة من المستهلكين.
مستقبل واعد برعاية الندوة
قال سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم: «إن حالة احتفاء الناشئة والشباب بتنمية مهاراتهم العلمية والنزوع نحو التفكير الابتكاري رسالةٌ مُبشّرةٌ بـ مستقبلٍ واعد». وأضاف: «الكثير من الابتكارات التي قدمها المنتسبون حصيلة علمية لدورات متخصصة أشرف عليها النادي الذي يقوم بدور رئيس في استيعاب الطاقات العلمية لأبنائنا». وأكد أن دعم المواهب العلمية وتحفيز الناشئة والشباب على الابتكار يُعدّ أحد المرتكزات الرئيسة لعمل الندوة، انسجاماً مع الاستراتيجية الشاملة للدولة وتوجيهات القيادة الرشيدة.
وأشار السويدي إلى بروز مشاركة الفتيات في محافل الابتكار، موضحاً أن الدورة الأخيرة المسلَّط الضوء على منتسبيها شهدت مشاركة 124 طالبة مقابل 103 طلاب، وهو مؤشّرٌ دال على نجاح جهود تمكين المرأة وحالة القبول المجتمعي لاستيعاب قدراتها ومشاركتها في نهضة المجتمع الإماراتي. وختم بقوله: «غدُنا الإماراتي بخير في ظل جيلٍ منفتح على العِلم والمعرفة، تَوّاق للاستزادة، ومؤمنٍ بواجبه تجاه مجتمعه ووطنه».
ابتكارات مُكرَّمة ومشروعات بارزة
شهد حفل تكريم خريجي الدورة الشتوية لنادي الإمارات العلمي إبرازَ عددٍ من المشروعات التي نالت تقديراً خاصاً من مجلس إدارة الندوة، من أبرزها:
• جهاز إنذار لحماية التربة: للطلاب مهرة ماهر أحمد، واليازية محمد يونس المنصوري، وغلا محمد عباس البلوشي.
الفكرة: إرسال إنذار ورسالة نصية إلى الهاتف عند انخفاض رطوبة التربة إلى نسبة مُحددة سلفاً عبر برنامج مخصص، بما يحافظ على سلامة التربة، ويجعل الابتكار شديد الفائدة في البلدان ذات الظروف الرطوبية المرتفعة ومنها الإمارات.
• نظام حماية الخزائن: للطالبتين فاطمة طالب غلوم طالب، وشوق أحمد رضا.
الفكرة: برمجة حماية للخزائن من السرقة، عبر تضمين الأرقام السرية داخل الكود، ضمن منظومة تأمين ذكية.
• روبوت حافلة مدرسية: للطالبتين حمدة السويدي ومريم الفلاسي.
الفكرة: روبوت يحصي عدد الطلاب داخل الحافلات المدرسية ويُصدر تنبيهاً في حال غياب أحد الطلاب عن مقعده المخصص، بما يحدّ من حالات التغيّب غير المُبلّغ عنها.
نادي الإمارات العلمي.. نواة العلماء الصغار
أوضح الدكتور عيسى بستكي أن نادي الإمارات العلمي تأسس عام 1990، ومنذ ذلك الوقت ومجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم يحرص على نشر الوعي العلمي والصناعة التكنولوجية في الدولة، وتدريب الكبار والصغار في مختلف المجالات العلمية، وتنظيم المؤتمرات والفعاليات المحلية والعربية والعالمية؛ لتنمية العلماء الصغار بوصفهم نواة مستقبل الإمارات العلمي. وشدّد: «علينا أن نبدأ الآن بتطبيق التكنولوجيا والحثّ على الإبداع والتجديد حتى لا نتخلّف عن الركب العالمي؛ وما يحصده الصغار اليوم هو مكسبٌ مهم وبذرةٌ مستقبليةٌ لمواكبة الإمارات التطورات العلمية العالمية».
«شطّار صغار» بمهارات الكبار.. تحت مظلة الندوة
تؤكد ندوة الثقافة والعلوم عبر نادي الإمارات العلمي أن رعاية 227 موهبة في دورة واحدة، مع تفوّق مشاركة الفتيات، وتحوّل الهوايات إلى حلولٍ مبتكرة قابلة للتطبيق، هو المسار الصحيح لبناء جيلٍ مُسلّح بالمعرفة، ومُهيأٍ لتحويل العلوم إلى منتجاتٍ ومشروعات تُلبي احتياجات المجتمع والاقتصاد الوطني. وتواصل الندوة فتح قاعاتها وبرامجها لاحتضان هذه الطاقات، وتوفير منظومة تدريبية تُراعي الميول الفردية وتدعم العمل الجماعي، وتغرس قيم البحث والاختبار والتجريب بما يرسّخ ثقافة الابتكار في الأجيال الصاعدة.