The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association
06-07-2018
نظّم نادي الإمارات العلمي في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أول من أمس، المجلس الرمضاني العلمي الذي يعقد سنويًا تزامنًا مع الشهر الكريم، تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي وأبعاده التكنولوجية والاجتماعية»، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.
شارك في المجلس كل من الدكتور سعيد خلفان الظاهري رئيس مجلس إدارة شركة سمارت وورلد، والدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتور محمد العلماء الأمين العام لجمعية الإمارات الطبية، والدكتور حمد المرزوقي خبير أول بمركز محمد بن راشد للفضاء، وخليفة جمعة القامة مسؤول المشاريع الخاصة في مؤسسة دبي للمستقبل، والمهندس بشار كيلاني المدير الإقليمي لشركة IBM.
كما حضر المجلس سعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، والأستاذ علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، والدكتور صلاح القاسم، والمهندسة مريم بن ثاني عضوي مجلس الإدارة، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، والخبير الأمني محمد مراد عبد الله مستشار القيادة العامة لشرطة دبي في مجال استشراف المستقبل، والمهندس رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات، وعدد كبير من المهتمين والمتخصصين.
أدار الجلسة علي عبيد الهاملي الذي شدّد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم ضرورة حتمية، مؤكدًا أن قيادة الدولة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، أولت الابتكار والتكنولوجيا اهتمامًا بالغًا من أجل مواكبة التطورات العالمية في ميادين المعرفة. وأشار الهاملي إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي خصصت وزارة للذكاء الاصطناعي يقودها وزير شاب، تجسيدًا لقناعتها بأن العلم أساس بناء المستقبل.
محاور المجلس
ناقش الحضور تعريف الذكاء الاصطناعي وأدواره الاستراتيجية في تحقيق أهداف الإمارات، وأهمية تهيئة البنية التحتية والبيانات لتطوير منصات للأبحاث والتطبيقات، كما جرى التطرق إلى دور الجامعات والمراكز البحثية في إعداد الكفاءات الوطنية لشغل وظائف المستقبل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وتناول النقاش كذلك كيفية تطبيق ركائز الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الحكومي وصناعة الفرص المستقبلية، وأثره على جودة حياة الأفراد، فضلًا عن الجوانب الإيجابية والسلبية لتقنياته، والتحديات المصاحبة وسبل الاستفادة منها.
الذكاء الاصطناعي.. حديث الساحة
أكد الدكتور سعيد خلفان الظاهري أن الذكاء الاصطناعي هو «حديث الساحة» لما له من أهمية استراتيجية عالميًا، موضحًا أنه أحد تخصصات علوم الحاسوب التي تهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات البشرية في الاستنتاج والتعلم والرؤية. وأشار إلى أن التقدم التكنولوجي قد يؤثر على بعض الوظائف، لكنه سيخلق في المقابل وظائف جديدة، داعيًا إلى مواكبة هذا التطور عبر المزيد من التعلم. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي المطلق قد يمثل خطورة، الأمر الذي يفسر قيادة الإمارات للتحالف العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي.
بدوره، أشار الدكتور علي بن سباع المري إلى أننا نعيش عصرًا تقوده التكنولوجيا، وأن الذكاء الاصطناعي يمنح الآلة «حواسًا» تمكّنها من اتخاذ القرارات، مثل السيارات ذاتية القيادة. وأكد أن المستقبل يحمل تغيرات كبيرة قد تجعل الآلة مستشارًا للإنسان في قرارات معقدة، مشددًا على أن العقل البشري يظل المحرك الأساسي للإبداع.
الذكاء الاصطناعي في الطب
لفت الدكتور محمد العلماء إلى أن الذكاء الاصطناعي دخل مجال الطب منذ التسعينيات، وخصوصًا جراحة الأعصاب، حيث أثبتت الأجهزة قدرتها على تشخيص مواقع الأمراض بدقة عالية. وأوضح أن تقنيات «الملاحة» الطبية تسهّل على الجراحين الوصول إلى الأورام بأمان، معتبرًا أن الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في الممارسات الطبية الحديثة.
الاقتصاد والمستقبل
من جهته، أكد المهندس بشار كيلاني أن الذكاء الاصطناعي أصبح مرتبطًا بكل تفاصيل الحياة، مشيرًا إلى أن الدراسات تتوقع أن يضيف بحلول عام 2030 ما يعادل 16% من الناتج الإجمالي العالمي. وأوضح أن دولًا مثل بريطانيا بادرت بدعم مئات رسائل الدكتوراه في هذا المجال، فيما عززت الإمارات حضورها عبر إطلاق تطبيقات مبتكرة مثل «راشد» الذكي.
كما أوضح الدكتور حمد المرزوقي أن التحدي الأول يكمن في إعداد جيل قادر على التعامل مع المعادلات الرياضية المعقدة وتطوير مهاراته الفردية، فيما تناول خليفة جمعة القامة في مداخلته مقارنة تاريخية، معتبرًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة جديدة تعادل ثورة اكتشاف الكهرباء عام 1600، بما يحمله من قدرات هائلة تغير مسار البشرية.
الختام
شهد المجلس حوارًا ثريًا تطرق إلى المخاوف من هيمنة الآلة على الإنسان، والحلول الممكنة لتقليل تلك المخاطر، إلى جانب استشراف انعكاسات التقدم التكنولوجي على الحياة الاجتماعية والمهنية. وقد أجمع الحضور على أن الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا، بل ضرورة، وأن الإمارات بما تمتلكه من رؤية استراتيجية وبنية تحتية علمية وبحثية، ماضية في تسخير هذه التقنيات لخدمة الإنسان وتعزيز جودة الحياة.