The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association
نظمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول حفل توقيع كتاب «المالد… خاطرات وذكريات» للأديب عبد الغفار حسين، وسط حضور لافت ضمّ كلاً من سعيد بن محمد الرقباني وزير الزراعة والثروة السمكية الأسبق والمستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، ود. حنيف القاسم وزير التربية والتعليم الأسبق، ود. سليمان موسى الجاسم، ود. عارف الشيخ، إلى جانب بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وأعضاء مجلس الإدارة، إضافة إلى وسائل الإعلام والباحثين والمهتمين.
وتخلّل الحفل ندوة حوارية شهدت كلمات عدد من الحضور الذين أكّدوا أن الكتاب يشكل مرجعاً مهمّاً وإضافة نوعية للمكتبة العربية والإسلامية. في مستهل اللقاء، قدّم عبد الغفار حسين نبذة تعريفية شاملة حول فن «المالد»، مشيراً إلى أن هذا الفن التراثي معروف في البلدان العربية والإسلامية، ويجمع بين الإبداع الفني والجمالي الشعبي، من خلال الأناشيد والحركات الإيقاعية والدفوف وغيرها من الممارسات الفنية.
وأوضح المؤلف أن بدايات فن المالد في الإمارات تعود إلى السيد محمد عمر الأفغاني (1886 – 1918)، مؤسس الطريقة الصوفية «القادرية» في دبي، والذي أسس حلقات المالد في منطقة ساحل عمان أواخر القرن التاسع عشر. وبيّن حسين أن محمد الأفغاني كان عالماً في الشريعة الإسلامية، زاهداً ومتعمقاً في التجربة الروحية، مشيراً إلى أهمية شعر المدائح النبوية في الأدب العربي، حيث لخص الإمام البوصيري كل ما قيل في أبيات تجسد المشهد النبوي. كما نوّه حسين بأن أول من نظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في الإمارات هو الشيخ عبد الرحمن بن حافظ (1886 – 1953)، إمام مسجد إماراتي ولد في دبي. وذكر أن اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بفن المالد كان مثالياً، وسار على نهجه العديد من الشيوخ والحكام.
من جهته، قدّم علي عبيد الهاملي لمحة عن المؤلف وعوالم الكتاب، مؤكداً أن الإصدار يبرز التراث والثقافة الإسلامية ومكامن الجمال فيها، مشيراً إلى أن عبد الغفار حسين عاش مرحلة تاريخية مهمة في بدايات نهضة الإمارات، وانتقالها من مرحلة ما قبل النفط إلى ما بعدها، مع ما حملته من تقدم وتحديث وازدهار معرفي وثقافي. وأوضح الهاملي أن الكتاب يعكس ثراء المؤلف المعرفي وخبرته الحياتية، وقدرته البلاغية، وإلمامه العميق بتاريخ المنطقة، ما أكسبه مصداقية ودقة كبيرة.
كما تناول الهاملي فن المالد، مشيراً إلى أنه فن مميز في إماراتتي دبي وأبوظبي، ويواجه خطر الاندثار بعد رحيل الجيل الذي شهد ازدهاره وانتشاره وجماله، مؤكداً على قيمته الروحية وحبّه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
وشهد الحفل تقديم لوحات جمالية حول فن المالد استذكاراً لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكلمات شجية في مدحه، قدمتها فرقة الإمارات لفن المالد، لتبرز عمق وأصالة الموروث، وحفاظه على التراث الإسلامي والاجتماعي. وأوضح حسين أن المالد احتفال بمولد النبي، يجمع بين أداء الأناشيد وقراءة قصة مولده، ويعكس روح المحبة والتسامح والتراحم المجتمعي، وهو من الموروث الإماراتي الذي يحافظ على الجانب الروحي والجمالي في الثقافة المحلية.
وفي ختام الحفل، قام عبد الغفار حسين بتوقيع نسخ من الكتاب وإهدائها للحضور، مؤكداً أن الإصدار يحتفي بالخصوصية الثقافية والجمالية للشعوب، وأن الموروثات الثقافية والفولكلور هي أساس المحافظة على الهوية وحمايتها من الاندثار.