The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association
في إطار رسالة الندوة الرامية إلى دعم الإبداع الأدبي وتعزيز مكانة القصيدة العربية أطلقت ندوة الثقافة والعلوم بدبي، «ملتقى الشعر العربي» بحضور ، سعادة بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس والكاتب عبد الغفار حسين ، وجمهور من الشعراء والمثقفين ومحبي الأدب.
ويأتي الملتقى بهدف مناقشة قضايا القصائد المعاصرة وسبل الحفاظ على حضورها في وجدان القارئ، إلى جانب تكريم رموز الشعر الذين أسهموا في إثراء مسيرته عبر العصور، عبر استعادة تجاربهم بالقراءة والنقد والتحليل.
وفي مستهل الأمسية، عبّر بلال البدور عن قلقه إزاء تراجع حضور الشعراء، مشيراً إلى أن غياب جيل جديد وندرة الأسماء اللامعة أوشكا على طي صفحات الشعر العربي، إلا من بقايا باهتة. وقال: «بالأمس طوينا صفحة شاعر عظيم مثل كريم العراقي، فماذا تبقى لنا الآن؟». ومع ذلك، حملت كلماته بارقة أمل باستمرار احتفاء الندوة بالشعراء الكبار، مستشهداً بذكرى ميلاد ورحيل أمير الشعراء أحمد شوقي.
وأكد البدور أن الندوة، منذ تأسيسها، أولت الشعر والشعراء اهتماماً خاصاً، بدءاً من المهرجان الثقافي الأول عام 2004 الذي أطلق برنامج «ليالي الشعر والوتر»، مروراً بتخصيص محور للإبداع الشعري ضمن جائزة العويس للإبداع، واستضافة الأمسيات الشعرية والندوات المتخصصة، وصولاً إلى إطلاق جائزة للشعر العربي على مستوى الوطن العربي تشمل مختلف أنماطه (العمودي المقفى، التفعيلة، والشعر الحر). وأضاف أن الاهتمام بالشعر نابع من مكانته التاريخية في المجتمع العربي، بوصفه مرآة لروح الأمة وذاكرتها، ولكل عصر شعراؤه الذين يوثقون نبضه.
سيرة أحمد شوقي
وتناولت الجلسة الأولى من الملتقى سيرة أحمد شوقي، الذي تحل ذكرى رحيله هذا الشهر، حيث قدّم الكاتب ناصر عراق قراءة موسّعة لمسيرته، واصفاً إياه بالشاعر الذي عاش متدثراً بالقصائد، معانقاً الخيال، متشبثاً بعذوبة اللغة، فترك إرثاً شعرياً متنوعاً وعميقاً، كتب في مختلف الأغراض من مديح وهجاء ورثاء وفخر وغزل وحنين، وابتكر نصوصاً في موضوعات غير مألوفة مثل اختراع الطائرة وتأسيس بنك مصر. كما كان أول شاعر عربي يخاطب الأطفال، وأول من كتب المسرح الشعري العربي، إذ صدرت مسرحيته الأولى «مصرع كليوباترا» عام 1927، وتلتها أعمال شهيرة مثل «قيس وليلى» و«قمبيز» و«الست هدى»، متأثراً بالنهضة المسرحية المصرية عقب ثورة 1919.
وأشار عراق إلى أن الفضل الأكبر في استعادة بهاء الشعر العربي بعد محمود سامي البارودي يعود إلى شوقي، لافتاً إلى أن ديوانه «الشوقيات» يضم قصائد غزلية عذبة، أبرزها «يا جارة الوادي» التي غنّاها محمد عبد الوهاب قبل نحو قرن، إضافة إلى قصائد في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، تمجّد سيرته وأخلاقه وإنسانيته. كما أضاء على علاقة شوقي الوثيقة بعبدالوهاب، الذي لازمه لثماني سنوات، وأقام في قصره «كرمة ابن هانئ».
وختم عراق بالقول إن شوقي، بعد المتنبي، يعد من أبرز من فجّرت قصائدهم الحكمة الخالدة، فكم من بيت أو نصف بيت له ظل يتناقله الناس عبر الأجيال إذا صادف ظرفاً أو حالاً.
واختُتمت الأمسية بإلقاء الإعلامي جمال مطر مجموعة من قصائد أحمد شوقي الخالدة، منها «سلوا قلبي»، و«ريم على القاع»، و«برز الثعلب يوماً»، و«مضناك جفاه»، و«يا جارة الوادي»، وسط تفاعل الحضور مع إرث شعري خالد يواصل بث الجمال والإلهام في الوجدان العربي.