ندوة الثقافة والعلوم تكرّم الصالونات الأدبية والقرائية في الإمارات

تزامناً مع فعاليات شهر القراءة، كرّمت ندوة الثقافة والعلوم بدبي عدداً من المبادرات والصالونات الأدبية والقرائية في دولة الإمارات، تثميناً للدور الرائد لهذه الصالونات في تعزيز ثقافة القراءة، والنهوض بالحراك الثقافي، فضلاً عن مساهمتها البارزة في كسر العزلة التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، حين شكلت نافذة أمل ومساراً للمعرفة للقارئ والمجتمع.
جاء ذلك الحفل التكريمي بحضور سعادة بحضور بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري، وجمال الخياط، المدير المالي، وعائشة سلطان، رئيسة اللجنة الثقافية، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

دور محوري في نشر المعرفة

وأكد بلال البدور، أن احتفالية التكريم جاءت لتسليط الضوء على الجهود الكبيرة والتفاني الذي تبديه نوادي القراءة في أداء رسالتها الهادفة إلى نشر المعرفة، وبناء ذائقة قرائية لدى شريحة واسعة من المجتمع. وأشاد بالدور الحيوي لتلك النوادي في تجسيد رؤية القيادة الرشيدة التي أولت القراءة مكانة خاصة، من خلال تخصيص شهر وطني للاحتفاء بها وبالأنشطة القرائية، سواء عبر الصالونات والأندية أو من خلال الجوائز والمسابقات الأدبية، إضافة إلى ما تقدمه وسائل الإعلام من برامج وصفحات ثقافية تثري القارئ بالمعرفة. وأضاف البدور أن شهر القراءة يمثل فرصة لتوجيه التحية والتقدير لجميع نوادي القراءة في الدولة، عرفاناً بإسهاماتها القيّمة.
تكريم رموز وأسماء بارزة

وشمل التكريم صالون «الملتقى الأدبي» الذي تأسس في أبو ظبي عام 1995 على يد أسماء صديق المطوع، بهدف الارتقاء بالقدرات المعرفية والفكرية، ويضم نخبة من السيدات من مختلف الجنسيات العربية، حيث تسلمت الدرع والشهادة عن الصالون الدكتورة عزة جلال هاشم. كما تم تكريم صالون «ملتقى الروايات» الذي تأسس عام 2009 ويضم نحو 30 عضوة من مختلف الجنسيات العربية، ويشتهر بشعبيته الواسعة وأنشطته المتنوعة في تشجيع القراءة في شتى المجالات، وتسلمت تكريمه العضوة المؤسسة داليا أبو العطا.
مبادرات معرفية رائدة

وحظيت مبادرة «استراحة معرفة»، التابعة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتكريم تقديراً لدورها في ترسيخ مكانة دبي والإمارات معرفياً، ونشر ثقافة القراءة عبر تنظيم جلسات معرفية لمتخصصين في مجالات متعددة، والمشاركة الفاعلة في أبرز معارض الكتب المحلية والدولية، وتسلم التكريم سالم العويس، مدير برنامج دبي الدولي للكتابة.
كما تم تكريم مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، الذي يعزز الثقافة الوطنية ويربطها بالثقافة العالمية والتوجهات الفكرية التنويرية، مع التركيز على ترسيخ علاقة مستدامة بين المجتمع والقراءة، وتسلم الدرع والشهادة الدكتورة موزة الشومي.
ومن بين المكرمين أيضاً مؤسسة «بحر الثقافة»، التي أسستها الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان كملتقى أدبي لمناقشة الأعمال الروائية المتميزة، قبل أن تتحول عام 2013 إلى مؤسسة فاعلة في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي. كما تسلمت مها شاكر درعاً وشهادة تقدير عن المنتدى العربي للكتاب «اقرأ»، الذي تأسس عام 2011، وكان من أوائل الأندية القرائية العربية في دبي، وملاذاً لعشاق اللغة العربية.
أجنحة وشرفات للقراءة

وشمل التكريم مبادرة «شرفة القراءة» التي أطلقت في مارس 2019 كمجلس أدبي يضم نخبة من المثقفين لقراءة كتب مختارة تعزز قيم التسامح وتنشر الثقافة الإيجابية، وتسلمت التكريم مؤسستها المهندسة عزة بنت سليمان.
واختتمت فعاليات الحفل بتكريم «المنتدى الثقافي» الذي تأسس عام 2020 كخطوة استباقية لمواجهة العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، واستطاع أن يجذب الاهتمام المجتمعي والإعلامي من خلال جلسات ولقاءات نوعية شارك فيها كبار المفكرين والأدباء والمسؤولين.
بهذا التكريم، أكدت ندوة الثقافة والعلوم رسالتها في دعم المبادرات الثقافية والمعرفية، وإبراز دور الصالونات والأندية القرائية كركائز أساسية في النهوض بالمشهد الثقافي الإماراتي، وترسيخ عادة القراءة كأسلوب حياة في المجتمع.