((ندوة الثقافة والعلوم)) تناقش دور المكتبات من الماضي إلى المستقبل في شهر القراءة

في إطار فعاليات «شهر القراءة»، نظمت ندوة الثقافة والعلوم بدبي جلسة حوارية بعنوان «دور المكتبات من الماضي إلى المستقبل»، بحضور معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي، نائب الرئيس، والدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري للندوة، إلى جانب نخبة من المهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي وخبراء المكتبات.
أدارت الجلسة الإعلامية شيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وشارك فيها الباحث الإماراتي على المطروشي، والدكتور عماد جاب الله، أستاذ علوم المعلومات المساعد ومسؤول البرامج المهنية والجوائز بإدارة مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب.
استهل الدكتور جاب الله مداخلته بتوجيه الشكر إلى ندوة الثقافة والعلوم والقائمين عليها لتنظيم هذه الفعالية التي وصفها بأنها تمثل يقظة معرفية لواقع الحراك الثقافي في الدولة، مشيداً باختيار موضوع المكتبات باعتبارها مؤسسات تحفظ الذاكرة الإنسانية، وهو ما يتسق مع رسالة «شهر القراءة». وأكد أن المكتبات، بمختلف أنواعها، تضطلع بدور أساسي في تشكيل وعي المجتمع القارئ والمثقف، وتمثل العمق الثقافي والحضاري الحقيقي للشعوب.
وتوقف عند نماذج مضيئة للمكتبات في دولة الإمارات، مثل مكتبة محمد بن راشد في دبي ومكتبة بيت الحكمة في الشارقة، اللتين تواصلان مسيرة المكتبات العريقة في الدولة مثل مكتبات الشارقة ودبي وأبو ظبي. كما أشار إلى أهمية الحداثة وتوطين التكنولوجيا في المكتبات، معتبراً أن استثمار هذه الأدوات التقنية يشكل إضافة نوعية لرؤيتها ووظائفها. وختم بالتأكيد على محورية العنصر البشري، وضرورة تزويده بالعلم والمهارات عبر برامج تدريب وتأهيل متخصصة لتعزيز الاحترافية في إدارة وتنمية المكتبات.
من جانبه، استعرض الباحث علي المطروشي مصادر الثقافة المحلية في منطقة الخليج، بدءاً من البيئة الطبيعية وتراث البيئة الاجتماعية، مروراً بالاحتكاك الحضاري مع الشعوب الأخرى، وصولاً إلى الكتب والمجلات والراديو. وأشار إلى حرص الرعيل الأول في الإمارات على اقتناء الكتب والمجلات، مبرزاً دور الأدباء والشعراء والمثقفين في تأسيس المكتبات، ومنهم عبيد بن رحمة البدور، ومبارك بن حمد العقيلي، وعبد الله بن سلطان العويس، وابنه علي بن عبد الله العويس، وأحمد بالعبد، وعبد الله بن صالح المطوع، وإبراهيم بن محمد المدفع.
وفي ختام الجلسة، تفاعل الحضور بطرح أسئلة واستفسارات حول مستقبل المكتبات في ظل التطور العلمي والتقني المتسارع، قبل أن تختتم الندوة بتكريم المشاركين.