
The Cultural & Scientific Association
The Cultural & Scientific Association

08-09-2025
أحيت ندوة الثقافة والعلوم في دبي ذكرى المولد النبوي الشريف بأمسية إنشاديه عامرة بالروحانية والوجد، جمعت بين عبق الفن الأصيل وعمق المحبة النبوية، وحضرها معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وسعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، والأستاذ علي عبيد الهاملي نائب الرئيس، والدكتور صلاح القاسم المدير الإداري، وجمال الخياط المدير المالي، وبطي الفلاسي رئيس اللجنة الثقافية، ورجل الأعمال جمال الغرير، والدكتورة رفيعة غباش، والشاعر الدكتور عارف الشيخ، إلى جانب الفنانين عيد الفرج وإبراهيم جمعة ونخبة من المثقفين والجمهور.
قدّم الأمسية الإعلامي والكاتب جمال مطر مرحباً بالحضور ومستشهداً بأبيات حسان بن ثابت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: وأحسن منك لم تر قط عيني، وأجمل منك لم تلد النساء، خلقت مبرأً من كل عيب، كأنك خلقت كما تشاء. وأكد مطر أن فن المالد يعيش في ذاكرة المجتمعات باعتباره فناً أصيلاً في منطقة الخليج العربي، وأن خصوصيته تكمن في البهجة الروحانية التي ترافق أداء المنشدين، فتجعل منه حالة وجدانية تلامس القلوب وتعبّر عن حب النبي الكريم.
استهلت الفقرة الأولى من الأمسية جمعية دبي للفنون الشعبية (المالد) التي قدمت إنشاداً جمع بين الأصالة والروحانية، فبدأت بقصيدة “يا سيداً حاز السيادة والعلا.. صلوا عليه وسلموا تسليماً، الله زاد محمداً تعظيماً”، قبل أن تنتقل إلى قصيدة “زدني بفرض الحب فيك تحيراً.. وارحم حشى بلظى هواك تسعراً”، لتغدو الأصوات في تناغمها مع الإيقاع صورة صافية للمحبة النبوية الخالصة.
وفي الفقرة الثانية أبدعت فرقة نجوم الشام، بقيادة الأخوين باسم وعمر، حيث قدما مجموعة من الأناشيد والقصائد التي شدت الجمهور وتمايل معها الوجدان، ومنها قصيدة “مولاي قلبي عليل”، و “ما شممت الورد”، و” يا تواب تب علينا”، و”اللهم إنك عفو كريم”، إلى جانب قصيدة “يا موجود واجب الوجود”، وأنشودة “حب الحبيب جدد علي”، و”رقت عيناي”، و”قمر سيدنا النبي”، كما أنشدت الفرقة أبياتاً من البردة للإمام البوصيري “مولاي صل وسلم دائماً أبداً على حبيبك خير الخلق كلهم”. وتوّجت الأمسية بإنشاد قصيدة “طاب لي خلع عذاري.. طالما أشكو غرامي”، فكان الختام على وقع كلماتٍ عذبة وأنغامٍ روحانية ملأت القلوب بالسكينة.
وفي كلمته بالمناسبة قال سعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تقليد راسخ تحرص عليه ندوة الثقافة والعلوم كل عام، ليس بوصفه مناسبة دينية فحسب، بل باعتباره ممارسة ثقافية وفنية تعبّر عن عمق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. موضحاً أن فنون المالد والإنشاد الشعبي تمثل إرثاً خليجياً أصيلاً يعكس وجدان الناس ويجسد عاطفتهم النقية تجاه النبي، كما يرسخ في الأجيال الجديدة قيم المحبة والاقتداء، ويؤكد في الوقت نفسه أن الإسلام هو دين الرحمة والمودة والسلام.
وأشار إلى أن هذه الأمسية بما حملته من أصوات مخلصة ومعانٍ صافية، ليست سوى تجسيد للوفاء للرسول الكريم، وترسيخ للمحبة النبوية في الذاكرة الجماعية، وتجديد لرسالة الفن الأصيل الذي يلتقي فيه التراث بالروحانيات في أبهى صورة.